الحريري مرن مع بري ومتشدّد مع عون… الرضا السعودي أولويته

تعقيدات كثيرة لا تزال تمنع تأليف حكومة إنقاذية تخرج لبنان من نفق الانهيارات وحدّة الأزمات، رغم الأجواء الإيجابية التي تسود كواليس المفاوضات حول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، القائمة على تشكيل حكومة من 24 وزيرًا على قاعدة 3 ثمانات، مع احتساب وزير “الطاشناق” من حصة رئيس الجمهورية.

مصدر “بارز” في التيار الوطني الحر أشار لـ”أحوال”، إلى أنّ “المشهد الحكومي غير واضح حتى هذه اللّحظة، وهناك العديد من النقاط لم يتم التوافق عليها بعد”.

واستغرب المصدر، قبول الرئيس المكلف سعد الحريري تشكيل حكومة من 24 وزيرًا بحسب طرح برّي، وهو الذي كان متشدّدًا في نقاشه مع رئيس الجمهورية على ضرورة أن تكون الحكومة مصغرة من 18 وزيرًا”، سائلاً “لماذا لم يبدِ الحريري هذه المرونة في نقاشاته مع رئيس الجمهورية على غرار الرئيس برّي، علمًا أن عون هو الشريك الفعلي للرئيس المكلّف في تشكيل الحكومة وليس أحد آخر”.

الحريري مرن مع برّي ومتشدّد مع عون

وتخوّف المصدر، من “أن يكون تأخير تشكيل الحكومة هدفه الإطاحة بالتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، خصوصًا بعد السجال الذي شهدناه أمس بين مصرف لبنان ووزير المالية حول المستندات المطلوبة من قبل شركة الفاريز اند مارسال”، متسائلاً عن عدم ممارسة أي ضغط سياسي على حاكم المصرف المركزي لدفعه نحو تسليم جميع المعلومات المطلوبة من قبل شركة التدقيق”.

الحريري يطرق باب السعودية من الإمارات

من جهة أخرى، ذكر مصدر دبلوماسي لـ”أحوال”، أن “زيارات الرئيس سعد الحريري المتكرّرة إلى الإمارات العربية المتحدة هدفها حل أزمة الحريري مع المملكة العربية السعودية التي ترفض استقباله ودعم حكومته التي لم تتشكل بعد”.

ولفت المصدر إلى أن “الحريري مصرّ على إعادة توطيد علاقته بالمملكة، لأنّه يدرك أهمية الغطاء والدعم السعودي لنجاح أي حكومة في لبنان”، مستبعدًا أن “تنجح مساعي الحريري في فتح أبواب المملكة أمامه في الوقت الراهن”، مشيرًا إلى أنّ “السعودية تتعامل مع الملف اللّبناني بحذرٍ شديد وشيء من السطحية، ولعلّ المواقف السعودية وآخرها ما صدر أمس عن ماكرون والأمير محمد بن سلمان ضرورة تشكيل حكومة لبنانية “ذات مصداقية”، هو خير دليل على عدم رغبة المملكة في الدخول بتفاصيل الأزمة اللّبنانية”.

محمد مدني